خوسيه
Colombia
Auto observacion
يوما ما طلب مني والدي أن آتي إليه بكوب من الماء. لقد كان يصحح بضعة امتحانات في غرفة طعام المنزل. أخرجت الماء من الثلاجة ولكن فجأة ظهر والدي بملامح غير صبورة وأخذ الكوب مني وقال لي أن آتي أنا بالجرّة. لا أعلم ماذا حدث، ولا فيمَ كنت أفكر في تلك اللحظة، ولكني ملئت له كوبه وتركت الماء ينساب حتى انسكب. حينئذٍ غضب والدي بشدة. أتذكر أنه قال لي "أنت لا تنفع لأي شيء، سأموت قبل أن تكون قد تعلمت أي شيء..." في تلك اللحظة أوقفت شريط حياتي وراقبت نفسي واكتشفت أنني كان لدي ضغط شديد في صدري ألا وهو الغضب. ثم راقبت ما كنت أفكر فيه واكتشفت أن فكري كان يقول لي " يا إلهي، والدي رجل شقي، فأنا أذهب من أجل أن آتيه بالماء بنية حسنة، وانظر كيف يعاملني... ...كان يجب أن أتركه هناك بلا شيء"، وكفيلمٍ في مخيلتي كنت أتخيل المشهد الذي أصرخ فيه في والدي وأقول له: إن كنت تريد الماء فلتأت به بنفسك... في تلك اللحظة استخدمت المفتاح النفسي الذي تعلمته من المعرفة الروحية فاختفى كل شيء... لم أعد أشعر بالغضب وفهمت الأحداث بشكل مختلف، فهمت أن والدي لا ذنب له في هذا الغضب وعدم الصبر، وأنني كان يجب ألا أكترث لما قاله حيث أنه كان نتاج الغضب الذي تملكه... ...تذكرت أنه بفضل والدي ذهبت إلى المدرسة والجامعة وكان هو من يدفع لي حق الطعام وكل ما أملك. لذلك كان يستحق أن أتحمله في كل شيء... وكأن شيئًا لم يحدث. عندئذٍ قلت له بنبرة مختلفة: " ولكن يا والدي (هكذا أتحدث إليه) من فضلك لا تعاملني بتلك الطريقة فأنا ابنك"... بإعجابٍ شديد شاهدت كيف أن والدي هدأ، ورجع إلى الخلف واختفى الغضب، كان قد تحول من شخص سريع الغضب إلى شخصٍ متألم، وذهب سريعًا إلى الجلوس إلى المائدة... مرة أخرى... كل هذا حدث في دقيقة واحدة، ولم يكن أبي يدري أي شيء عن الذي كان يحدث داخل نفسيتي.