المدير
...
Auto observacion
أتذكر أنه ذات مرة، منذ ما يقرب من 15 عامًا في العمل النفسي، كان هناك أنا أو عيبًا كنت أراه في جارٍ لي، والذي كنت أصدر عليه الأحكام بسببه. القصة هي أن ذلك الجار كان إذا مر به أي بائع ليعرض عليه شيئًا، يأخذ منه بضاعته على وعدٍ منه أنه سيدفع له حقه فيما بعد، ولكنه أبدًا لا يفعل. كان هناك رجل في غاية الفقر يبيع لبنًا بقريًا طازجًا. كنت أشتري منه اللبن وأدفع له على الفور. أما الجار فلقد اشترى الحليب ودفع لأول ثلاث مرات، ثم بدأ في عدم الدفع له. وأخذ الدين يتراكم حتى وصل إلى مبلغ معين. سنحت لي الفرصة أن أكون حاضرًا عندما ذهب اللبان ليأخذ حقه بينما يخبره الجار أنه لا يملك مالاً وأنه سيدفع له فيما بعد. رد عليه اللبان أنه يحتاج المال لأنه يجب أن يدفعه لصاحب البقرة وإلا فقد عمله وأخبره أنه لن يعطيه المزيد من الحليب إلى أن يدفع ما عليه. قال له الجار إنه إن لم يعطه المزيد من الحليب فإنه لن يدفع ما عليه. استمر اللبان في إعطائه الحليب إلى أن تضاعف الدين. رفض الجار دفع ما عليه، وهذا الرجل الفقير الذي كان يسير حافي القدمين بسبب فقره المدقع فقد عمله. عند رؤيتي لكل ما حدث، أطلقت على جاري هذا الأحكام كما لم أفعل من قبل: كنت أعتبره لصًا وحراميًا، الخ. في اليوم التالي عندما قابلته في الشارع، نظرت له بشكل مختلف، لم أكن أراه كجار وصديق، وإنما كلص من أسوأ الأنواع. ولكنني راقبت نفسي واكتشفت هذا الفكر وما كنت أشعر به وسألت نفسي: لماذا أطلق عليه الأحكام؟ أليس من المحتمل أن هذا العيب الذي أراه في الجار، مختفٍ في نفسيتي الدفينة؟ وقررت أن أدرس نفسي، ودخلت في حالة تأمل، لموت ذلك العيب، اكتشفت في دخيلتي النفسية بعض عيوب السرقة وظللت أعمل عليها وطلبت من أمي الإلهية أن تمحو عيوبي. درست العيب الذي كان يطلق الأحكام على الجار وشعرت بتفهم نحوه ولم أعد أفعل هذا. ياله من أمر رائع!.