بداية الحكمة مبنية على أساس معرفة الذات نفسياً، فبهذه الطريقة نتعرف على الجانب المظلم فينا ونقضي عليه، لكي يُضاء نور الوعي والروح.
العيب هو مثل شخص ما يفكر ويشعر ويتصرف من خلالنا، ويجب القضاء عليه، ولكن يجب أن نعرف أولاً تقسيم الاهتمام من خلال المراقبة الذاتية، إلى ثلاثة أجزاء: شخص وشيء ومكان، ومن خلال مفتاح "ش.ش.م" يمكننا أن نتعرف على العيب بشكل رائع.
مفتاح "ش.ش.م".:
شخص.
في هذا الجزء من مفتاح "ش.ش.م"؛ حضرتك ستسأل نفسك في كل لحظة: "فيمَ أفكر؟ عندما تقوم بسؤال نفسك هذا السؤال راقب فيمَ تفكر وبماذا تشعر. إذا كنت تفكر في شيء ما، في ذكرى ما، في مستقبل غير مؤكد، أو في مناقشة ما، الخ.، يجب أن تتذكر وتعرف أن وراء كل فكر يظهر عيب ما يجعل وعينا ينام. في هذه اللحظة يجب أن تؤدي الدعاء التالي لإزالة هذا العيب: يا أمي الإلهية، امحُ عني هذا العيب وهذا الفكر".
على سبيل المثال: عند الغضب من أي شخص، فأنت تفكر في أنه وقح أو لص، الخ. ولذلك ينبغي عليك القضاء على كل الأفكار السلبية التي فكرت فيها تجاه هذا الشخص واحدةً تلو الأخرى، إذا قضيت على هذه الأفكار والعيوب، فستتجنب العصبية، المناقشة، العداوة، الصراعات المنزلية، الخ.
الآن، إذا كان العيب هو عيب شهوة، يجب عليك إزالة جميع أجزائه، يجب عليك محوه تمامًا... على سبيل المثال: إذا كنت تحب صوت امرأة، أو ساقيها، أو شفتيها، أو ملابسها، الخ.، يجب عليك أن تطلب إزالة كل أجزاء عيب الشهوة هذا. مثال: إذا كنت تحب صوت امرأة، فلتقل: يا أيتها الأم الإلهية، امحي عني هذا الفكر وهذا العيب الذي يحب صوت هذا الشخص، الخ.".
إذا كنت تعتقد أنك شخص عظيم، حكيم، قوي، الخ. فهذا هو عيب الغرور، ويجب إزالة جميع أجزائه.
في كل مرة تقوم فيها بإزالة عيب فإنك تفرج عن جزء من ضميرك ومعلمك الداخلي سينشر فيك بشكل داخلي الحكمة الإلهية؛ ولكي يتم هذا يجب أن تحاول ألا تنسى أبدًا نفسك، واسأل نفسك دائمًا فيمَ أفكر؟ وراقب ما تفكر فيه وما تشعر به في تلك اللحظة.
لكي يعطي هذا المفتاح نتيجة جيدة، يجب أن يكون مصحوبًا بفهم العيب، وبتحليله والطلب من العذراء أن تخلصك منه.
تحليل العيب هو تقسيمه لجميع أجزائه للقضاء على كل جزء من أجزائه بشكلٍ مستقل.
التفاهم هو قدرة الوعي التي تتطور بالمراقبة وإزالة العيب.
مثال: إذا ذهبت إلى اقتراض شيء من المال، فإن عيب ما يبرمج عقلك على الاعتقاد بأنك ستقترض المال، ولكن ماذا يحدث؟. الصديق لا يقرضك المال، فتغضب وتقطع علاقة الصداقة بينكما. في الواقع، لا يجب علينا أبدًا أن نبرمج أنفسنا، وبالإضافة إلى ذلك، إذا ذهبت لاقتراض المال ، يجب أن تفهم أن هذا الشخص، على الرغم من أنه صديقك، هو حر في إقراضك المال أو لا، ولذلك يجب احترام إرادته الحرة.
المراقبة الذاتية هي نوعية من الروح التي أصابها الجمود عند جميع البشر، ولكن إذا كان عندنا إرادة وسألنا أنفسنا بشكل دائم: فيما أفكر؟ فاهمًا وقاضيًا على العيب، فإن هذه القدرة ستنمو تدريجيًا.
في كل المراقبات الذاتية مع المفتاح السؤال فيما أفكر؟ هناك اكتشاف ذاتي، بمعنى أن ضوء الوعي يسمح لنا باكتشاف عيوبنا وهناك الإلهام الذاتي، وهو السبب الذي يجعل الضمير يسمح لنا بفهم العيب. الفهم هو خطوة ضرورية للتخلص من العيب.
المهم هو عدم نسيان النفس والقيام بمفتاح " ش.ش.م" مع السؤال فيما أفكر؟ من حين لآخر.
ولا يقبل اللوم، ويلقي باللوم على الآخرين، على سبيل المثال، إذا غضبت، فأنت المذنب بسبب عيبك. وإذا كنا لا نقبل اللوم، فإن معاناتنا ستستمر لأن العيب لن يتم القضاء عليه.
نعلم أن من خلال عمليات التفكير يتم الحلم الخاص بوعينا، بالإضافة إلى أن: التفكير هو الحلم. الإنسان يعيش يومه كله وهو يحلم ولذلك ينسي نفسه. عند القيام بمفتاح "ش.ش.م"، ضوء الضمير ينير العقل الباطن ويسمح لنا بمعرفة العيب الذي كان يجب علينا القضاء عليه سابقًا.
وعندما يسأل شخص ما نفسه فيمَ أفكر؟ ويراقب ما يفكر به، يعمل الوعي. عند تكرار هذا المفتاح بشكل دائم يتطور ذلك الشعور القوي الذي هو الحدس.
ينبغي أن نضع في الاعتبار أن هناك عيوبًا قوية للغاية نحملها معنا من الحيوات الماضية، ولذا يجب علينا أن نراقب أصغر تفاصيل هذه العيوب وسؤال العذراء أن تزيل كل التفاصيل، وإذا لزم الأمر، تكرر ذلك الأمر مرات عديدة إلى أن يتم القضاء التام.
إذا كان ينقصنا تفصيل عيب ما، فإن هذا العيب سيظل حيًا إلى أن تكتشف الوجه المفقود. مثال: ذات مرة كنت أشعر بعاطفة نحو امرأة ما، كنت أراقب نفسي ذاتيًا، أفهم، وأحلل، وأطلب محو عيبي، ولكنني كنت أكتشف أن العيب كان مازال حيًا. عند طرح السؤال: فيمَ أفكر؟ قمت بمراقبة ذاتية لنفسي واكتشفت أنني كنت أشعر بعاطفة نحو عيون الشابة، وهذا هو التفصيل الذي كان ينقصني. طلبت محو عيبي، وهناك فقد قوته.
شيء.
بالإضافة إلى السؤال فيمَ أفكر؟، يجب عليك أن تسأل نفسك: "ماذا أفعل؟" وأدرك ما الذي تفعله، إذا كنت تأكل، كل، إذا كنت ترتدي ملابسك، ارتدي ملابسك، إذا كنت تسير في الشارع، سر، سر ولكن لا تفكر في خلاف ذلك، افعل فقط ما تفعل.
هذا الفعل دون تشتيت، دون أوهام، ومع عَيْش اللحظة، يوقظ فينا الشعور القوي الذي هو الحدس. هذا الفعل الحدسي سيأخذ بأيدينا نحو إيقاظ الوعي.
إذا كنا نتناول الطعام ونفكر في العمل فمن الواضح أننا نحلم. إذا كنا نقود سيارة ونفكر في حبيبتنا، فليس من المنطقي أننا لسنا مستيقظين، ولكننا نحلم. إذا كنا نعمل ونفكر في صديق أو صديقة أو زميل، صاحب أو عدو، إلخ.، فمن الواضح أننا نحلم. يجب علينا أن نوقظ وعينا وأن نقضي على العيوب لفهم بولس الرسول عندما قال لنا: "لذلك يقول استيقظ أيها النائم و قم من الأموات فيضيء لك المسيح"، أفسس 14:5.
المكان
.
السؤال الأخير الذي يتعين طرحه هو: أين أنا؟ ما هو الشيء غير العادي في هذا المكان؟ عند طرح هذا السؤال يجب أن نراقب بعناية المكان الذي نوجد فيه، والناس (ماذا يرتدون، والسمات الجسدية، وما إلى ذلك) والأشياء، الخ. إذا رأيت شيئاً خطأ، يجب عليك أن تسأل نفسك إذا كنت في البعد الثالث أو الخامس أو البعد الروحي، ومد إصبع ما، أو اقفز مع نية الطَوَفان.
هذه الممارسة مفيدة للغاية لأنها تكرر بينما تكون نائم وتجد روحك في البعد الخامس، فهناك لا يوجد جاذبية وإنما طوفان ضد الجاذبية، تقفز وتطوف، واعيًا أنك في البعد الخامس. وينطبق الشيء نفسه عندما تمد إصبعك، فالجسد الروحي مرن ويتمدد، وبهذه الطريقة يمكنك أن تيقظ الوعي في البعد الروحي.
للتوضيح: يجب عليك أن تقوم بالمفتاح "ش.ش.م" بشكل كامل عن طريق الأسئلة الثلاثة؛ فيمَ أفكر؟، ماذا أفعل؟ وأين أنا وما هو الشيء الغريب في هذا المكان؟ قم بذلك ببطء، مع التركيز على الجوانب الثلاثة، وقم بذلك آلاف المرات.
“El que tiene fe verdadera no necesita creer”.